يهدف برنامج إدارة المعرفة المقترح إلى إرساء بيئة معرفية وإيجاد ثقافة معرفية تساعد على اكتساب ونشر المعارف ضمن المؤسسات والمنظمات، إضافةً إلى تحسين وزيادة وثوقية المعارف المكتسبة. فبالتالي يجب أن ينعكس هذا الأمر على مخرجات المؤسسة ككل. من ناحيةٍ أخرى، يهدف المشروع إلى إيجاد ما يُسمى بالمعارف الإبتكارية التي تستطيع من خلالها المؤسسة أن تتميز عن سواها إضافةً إلى امتلاكها لميزة تنافسية تنفرد فيها عن باقي المؤسسات الأخرى. بعبارة أخرى، يهدف المشروع إلى تحويل المنظمة إلى مؤسسة معرفية إبتكارية متفردة في جميع المجالات التي تقدمها.

 

من ناحيةٍ أخرى، فقد أوضحت الدراسات والأبحاث الخاصة بإدارة المعرفة، فإنه ليس هناك فترة زمنية محددة لتنفيذ هذا النوع من المشاريع فهو ليس مشروع يُنفذ لمرة واحدة once-off  وإنما هو عبارة عن عمل تراكمي يهدف إلى تراكم المعارف ونشرها ضمن المؤسسة مع ضرورة مراقبة سير هذه العملية بعد مرور فترة زمنية محددة للوقوف على النتائج التي تم الحصول عليها. بعبارةٍ أخرى، فإنً مشروع إدارة المعرفة هو مشروع استراتيجي يرتبط بثقافة وفكر المؤسسة ككل ويستمر هذا المشروع ما دامت المؤسسة قائمة بذاتها كما أن النتائج الخاصة بهذا المشروع لا تظهر على المدى القصير وإنما على المدى الإستراتيجي الخاص بالمؤسسة.

 

من أجل ذلك، يهدف هذا البرنامج إلى تزويد المشاركين بالمهارات الأساسية لتطبيق مفاهيم إدارة المعرفة ضمن المؤسسات والتعرف على استراتيجيات نقل المعرفة المتَّبعة في القرآن والسنة النبوية الشريفة ودورها في تعزيز روح المعرفة والإبتكار ضمن المؤسسة والعاملين فيها. علاوة على ذلك، یُقدِّم هذا البرنامج مفهوماً جدیداً ونموذجاً لعملیة إدارة المعرفة معتمداً فیه على المفاهیم المعرفیة المنتقاة من الفكر الإسلامي والتي سيتم التطرق إليها ضمن البرنامج لیكون هذا النموذج بمثابة "معرفة ابتكاریة"  یستطیع العاملون من خلالها تقدیم نموذج مبتكر تستطیع البشریة قاطبةً الاستفادة منه في مؤسساتها. أخيراً، فقد وجب التنويه إلى أن هذا البرنامج ليس حكراً على المسلمين كما قد يُفهم من إسمه وإنما هو برنامج يعتمد على الجمع بين نوعين مختلفين مهمين من العلوم أحدهما هو فرع من الدراسات الأدبية والتاريخية والدينية، والآخر هو علم إدارة المعرفة الذي يعتبر من أهم وأحدث الفروع العلمية في أيامنا هذه؛ لنحاولَ الدمجَ فيما بينها، وليغذي كلٌ منهما الآخر.